أهلاً بك, ضيف! التسجيل RSS

تقنيات التعليم عن بعد

الثلاثاء, 2024-04-23

الواقع الافتراضي وتقنياته

في تعليم المستقبل 

بالنظر المتأمل في عملية التعليم والتعلم في صفوف أبنائنا ؛ هذا الجيل الجديد و المتجدد ما حوله من تقنيات ومتغيرات الحياة يتفاعل معها بجدارة وبشكل يومي ، توجب علينا البحث عن وسائل جديدة تواكب هذا المستوى المتطور ذهنيا وتقنيا. كما يتوجب علينا استخدام تلك التقنيات في الجانب التربوي وفي الصف الدراسي بدلا من قصرها على مجالات أخرى بعضها قليل النفع لأبنائنا .

من تلك التقنيات التي تحتاج إلى توظيف جيد في التربية والتعليم تقنية الواقع الافتراضي ، هذه التقنية التي يقتصر في استخدامها في وسطنا المحلي على الألعاب الترفيهية ، فلم لا نوظفها في تعليمنا المستقبلي خصوصا أن هناك تجارب حولنا في هذا العالم أثبتت فاعلية استخدام الواقع الافتراضي في التعليم . 

تعريف الواقع الافتراضي  

برغم شيوع مصطلح الواقع الافتراضي، فمن النادر أن نجد مستخدميه يُجمعون على نفس المعنى لهذا المصطلح، وربما يكون التعريف الأقرب للصواب هو: أن الواقع الافتراضي عالم يصنعه الحاسب الآلي، بحيث يمكن للإنسان التفاعل معه آنياً، بنفس الأسلوب الذي يتفاعل به مع العالم الحقيقي 

ويلعب البعد الثالث أو التجسيم دوراً رئيسياً في تقنية الواقع الافتراضي حيث تحيل المخرجات إلى نماذج شبيهة بالواقع وتجعل المتعامل معها يندمج تماماً كأنما هو مغموس في بيئة الواقع ذاته . وفي هذه التقنية تشترك فيها حواس الإنسان كي يمر بخبرة تشبه الواقع بدرجة كبيرة لكنها ليست حقيقية .

 أهمية الواقع الافتراضي  

تكمن أهمية الواقع الافتراضي في أنه مثل الواقع الحقيقي كأنه هو ، فهو يعتبر وسيلة فعالة لمحاكاة الواقع مهما كان ظروفه وصعوبته , فمن خلاله يمكن تكوين بيئات مختلفة تحكي الواقع لا يمكن للفرد الوصول إليها  أو التعايش معها مثلا . فالبيئة الفضائية لايمكن للفرد المتعلم في بيئة المدرسة أن يعيش بها واقعيا ، وهنا يأتي دور الواقع الافتراضي في تكوين بيئة تماثل البيئة الفضائية وتمكن الفرد من التفاعل معها وكأنه في البيئة الحقيقة .

أنواع الواقع الافتراضي   

هناك ثلاثة أنواع من الواقع الافتراضي، أو ثلاثة (عوالم) يخلقها هذا الواقع، وهي  

واقع افتراضي يخلق حالة من التواجد المكتمل:  

وفيه ، يتم إيهام المستخدِم بأنه لا وجود للحاسوب والعالم الحقيقي، فلا يرى أو يشعر بأي شيء سوى هذا العالم المصنوع ، الذي  يوجده الحاسوب ، ويتصرف - داخله-  بحرية تامة

واقع افتراضي محدود الوظيفة والمكان 

ويستخدم هذا النظام في أجهزة المحاكاة (Simulators)، وينصبُّ اهتمام المصمم ، في هذا النوع  على محاكاة خواص أو جزئيات بعينها في الواقع الحي (الحقيقي)، مثل تأثير الجاذبية ، أو السرعة الشديدة ، مع اهتمام أقل بالتفاصيل .  

واقع افتراضي طرفي  :   

  وهنا، تكون رؤية العالم الافتراضي ، ويتم التعامل معه ، عن طريق شاشة الحاسب الآلي ، دون الشعور بالتواجد الواقعي داخل العالم المصنوع .

استخدامات الواقع الافتراضي في التعليم 

يمكن القول أن الواقع الافتراضي يعد أداة مثالية في التعليم ، وأن استخدامه كوسيلة تعليمية يصبح أكثر عمقا في تقديم التجارب التعليمية المتنوعة .

       ويمكننا تصنيف التجارب والتطبيقات الافتراضية التي استخدمت للتعليم  حسب الأصناف التالية :

1.     الألعاب الافتراضية التعليمية .

2.     المسرح الافتراضي .

3.     المعمل الافتراضي .

4.     المتحف الافتراضي .

5.  البيئات التعليمية الافتراضية . ( الفصول الافتراضية ، وقاعات التدريب ، وحلق العلم ، والمكتبات الدراسية ، الجامعات الافتراضية والمؤتمرات العلمية ) 

6.     الحديقة الافتراضية .

7.     الفضاء الافتراضي والطيران .

8.     المصانع الافتراضية ومعاهد التدريب المهني الافتراضية .

9.     المحاكم الافتراضية والجنايات الافتراضية .

10. العمليات الطبية الافتراضية .
سلبيات الواقع الافتراضي في مجال التعليم :

1.  محدودية استخدام الواقع الافتراضي نتيجة للتكاليف المبدئية الباهظة عند شراء الأجهزة المطلوبة وارتفاع سعر تكلفة إنتاج البرامج الافتراضية .

2.  محدودية تأثير الحواس الخمس في نظام الواقع الافتراضي الذي لا يتجاوز في استخدامه إلا حاسة السمع والبصر واللمس ، ولكن ربما ستظهر مستجدات أخرى تستخدم الحواس الأخرى مستقبلا .

3.     الاستخدام المفرط لبرامج الواقع الافتراضي وأمام أجهزة الحاسوب ، له تأثيره الصحي السلبي .

4.     إن استخدام نوعيات خاصة من نظم الحاسب الآلي التي تتضمن تواتر إطارات الصور المتحركة والتي تزيد عن خمسة عشر إطارا في الثانية يؤدي إلى إصابة الفرد بالغثيان والصداع وأعراض أخرى مثل إرهاق الجهاز العصبي وتوتره .

5.  (  العالم الافتراضي يضع كل فرد أمام العالم بأسره متيحاً له كل الأفكار والمذاهب والنِّحَل, وهذا مايزيد من انفراط الدور الاجتماعي والتربوي، ويقلَّص من ممارسات الوصاية، وخلخل فكرة الرأي الواحد. )